مضادات الاكسده
مضادات الأكسده
كما هو معروف فانّ مصانع الأدوية العالمية وعلى مستوى العالم كله عندما تتنافس فيما بينها على انتاج الأفضل من الأدوية , فانّ هدفها الأكبر يكون منصبا على الناحية التجارية قبل الصحية, ذلك أنّ شركات الأدوية العالمية تنفق عشرات الملايين في حملاتها الدعائية على صنف أو أكثر من منتجاتها, والشركة السعيدة الحظ هي التي يستجيب المرضى لمستحضرها الدوائي فتنتشر سمعته وصيته انتشار النار في الهشيم, الأمر الذي يجعله في قائمة الأدوية التي لا تقبل التانافس وان حرصت شركة دواء على انتاج ما يماثله في التركيب والتأثير, الا أنّ الأساس يبقى المسيطر على السوق كون المستهلك والذي استجاب للدواء الأصلي لا يستبدله بآخر ولو بأقل سعرا منه الى حد النصف, الا أنّ تلك الشركات تبقى تعتمد على ذوي الدخل المحدود والدول الفقيرة التي تبحث هي الأخرى على التوفير فتقبل على الأقل سعرا من المعروض.
من ضمن تلك الأدوية هناك مضادات الأكسدة والتي كما معظم الناس يعرفونها على أنها مضادة للأمراض السرطانية, اما للوقاية أو للعلاج, منها على سبيل المثال لا الحصر Vitamine E Vitamine C, ومادة الكاروتين المتوفرة بكثرة في الجزر.
الا أنه يغيب عن بال الناس هناك من مضادات الأكسدة الطبيعي منها والذي من مميزاته أنه سهل الهضم والتمثيل الغذائي من المصنّع كيميائيا, ويختلف كثيرا من الناحية الصحية عن المصنّع, ذلك انّ ما يمكن تناوله عن طريق الغذاء الغني بمحتوياتها هو الأفضل قطعا بمقارنتها مع المنتجات الدوائية المحتوية عليها سواء كانت بشكل حبوب أو شراب أو حتى حقن عضلية.
انّ الفيتامينات المذكورة آنفا تلعب دورا كبيرا وايجابيا في حياة الانسان, ان لم في الوقاية من الأمراض فعلى الأقل تخفف من حدتها الى حدّ ما, وعلى سبيل المثال لا الحصر فهي تقي من أمراض السرطان, والقلب والأوعية الدموية, والزهايمر, وتقلل من نسبة الكولسترول السيء في الدم, وتعالج بعض أمراض الجلد والجهاز الهضمي, وما الى هناك من أمراض كثيرة, وذلك نتيجة تنقيتها للدم من كافة السموم التي تدخل اليه بطريق الدواء من ناحية, أو بطريق تلوثات الجو الناشئة من عوادم السيارات أو دخان المصانع, أو التدخين السلبي ان لم يكن الشخص أساسا من المدخنين, هذا عداك عن التلوثات الغذائية بعدما انتشرت الوجبات السريعة انتشارا بيّنا, ومتى وصل الواحد منا الى تنقية عامة لدمه باتت لديه مناعة قوية ضد الأمراض عموما, فتقوي جهاز مناعته بشكل ملفت للنظر من خلال تأثيراته الايجابية والقوية على الشوارد الحرّة التي تسبح في دماءنا والتي اليها يعزو سبب كل بليّة تصيب الانسان , ابتداء من الزكام الى أمراض العصر الفتاكة, فتأتي مضادات الأكسدة لتلعب دورها في تثبيط هذه الشوارد ومع توالي تناول مضادات الأكسدة تقضي عليها, ومادام الواحد منا يعمد الى تناول الأغذية الغنية بتلك المضادات طالما هو في مأمن من ان يتعرّض لأي مرض الا ان أراد الله تعالى له ذلك فلا مرادّ لأمره سبحانه وتعالى.
انّ الشوارد الحرة Free Radicals هي عبارة عن مركبات كيميائية سامة تنتج في الخلايا الحيّة كنواتج جانبية لحصول خلل في التمثيل الغذائي Metabolism نتيجة خلل في بعض التفاعلات الكيميائية داخل أجسامنا.
التمثيل الغذائي السليم يعني استفادة الخلايا الحية من المواد الغذائية الأساسية التي نتناولها أيا كانت مادتها, ونحن لا ننكر أن الجسم البشري أساسا ينتج مضادات أكسدة من تلقاء نفسه, الا أنه ومع تعرّض الجسم البشري لسلسة من الأمراض بين حين ولآخر, أو مع تقدّم العمر فانّ هذه المضادات لم تعد وحدها قادرة على تخليص الجسم من بعض المواد الضارة والتي في بعض الأحيان تحتاج لمقاومة أعلى من تلك التي نتناولها في غذاءنا اليومي والذي قد يكون مفتقرا بها نتيجة قلة الوارد لأجسامنا منها تحت أي سبب.
أيضا هناك ناحية مهمة جدا يجب أن يتنبّه لها القاريء وهي أن بعض مضادات ألكسدة مثل فيتامين ج أو سي, لا يستطيع الجسم البشري انتاجها, اذ لا بد له من تناول الفاكهة والخضار الغنية به كي تزوّد الجسم به, وكما نعلم أن نقص الفيتامين سي يعرضنا للكثير من المشاكل الصحية على رأسها داء الحفر والمعروف بمرض الأسقربوط والذي أول ما اصيب به البحارة في القرن السادس للميلاد, هذا عدا أمراض الزكام والعظام وما الى ذلك من امراض.
انّ ميزة مضادات الأكسدة الطبيعية هو سهولة امتصاصها من الجسم وبالتالي تمثليها في الدم بشكل جيد, ومن النباتات الغنية بمضادات الأكسدة: التوت بأنواعه, العنب بأنواعه, الرمان و التفاح, الحمضيات عموما, الملوخية, السبانخ, الفاصولياء الخضراء, الجزر, الكيوي, الأفوكادو, الملفوف الأحمر, والخروشوف, الآناناس, البروكلي, والفليفلة الخضارء بأنواعها وخاصة الحار منها, والزنجبيل, المكسرات بأنواعها, والبندورة الحمراء, والجرجير, والرشاد, وأوراق الشاي بنوعيه الأخضر والأحمر, والقرفة, والبقدونس, وما الى هناك من طبيعة الخلاق العليم الذي خلق كل سيء فأحسن خلقه, ف تبارك الله أحسن الخالقين.
وكما سبق وأشرت في موضوع كنت قد تناولته من قبل حول العصائر الطازجة في الميزان ومن لم يقرؤه فليدخل عليه ليستنبط منه أن العصائر الطازجة تمدّ الجسم البشري ما يفوق 85% من مضادات الأكسدة, على حين لو تناولنا الثمرة نفسها فقد لا تمدّ أجسامنا ب 30% من مضادات الأكسدة, والسبب ببساطة أن السوائل تنفذ الى الدم مباشرة وخلال أقل من عشر دقائق على تناولها خاصة اذا روعي وتناولناها على معدة خاوية, بينما الثمرة نفسها لا بدّ لها وأن تمرّ بعمليات هضم عديدة ريثما تصل الى الدم بشكلها السائل.
بقي أن نقول كلمة أخيرة: انّ كل شيء طبيعي يجدي نفعا ويقلل من الاصابات المختلفة ويقي من معظم أمراض العصر الفتاكة وعلى رأسها السرطانت والتهابات الكبد الوبائية وأمراض الشرايين والقلب, وهناك أمر مهم جدا للمدخنين أو مجالسيهم أنّ مضادات الأكسدة تتأثر بمفعولها داخل الجسم البشري الذي يتعرض لمختلف أنواع الأدخنة خاصة دخان السجائر لما فيه من تعطيل في عملية الاستقلاب الغذائي أو التمثيل الغذائي , الأمر الذي يعوق من الهضم وبالتالي تعرّض مضادات الأكسدة التي نتناولها من الغذاء بتفاعلات معينة من جراء التدخين فتترسّب في الدم وتخرج مع الفضلات دون الفائدة منها, والى ذلك يعزو السبب الرئيسي في انتشار أمراض القلب والشرايين وسرطانات الرئة بنسبة أعلى من غير المدخنين.
فليتق الله المدخنون وليعلموا أن التدخين محرم شرعا, ومن لم يصدق فليقرأ قوله تعالى: ولقد حرّم عليكم الخبائث, ولينظر الى السيجارة هل هي خبيث أم طيب؟ هذا عدا عن قوله صلى الله عليه وسلم: كل مسكر قليل فكثيره حرام, ولا شك فيه أن السيجارة في مرحلة من المراحل قد تقود مدخنها الى الترنح ولو بنسبة بسيطة لتحقق قوله صلى الله عليه وسلم.