كمــأة

كمــأة

Truffles

الاسم الشائــع : ترفاس ،فقع ، نبات الرعد ، كوكب الأرض

الاسم العلمــي :Truffles

الجزء المستخدم : الثمر

طبيعة الاستعمال : داخلي وخارجي

طريقة الاستعمال : طبخا ، مجففا ، مطحونا

زراعته وموطنه : طبيعيا يكثر في المناطق الصحراوية الممطرة حيث ينبت طبيعيا وبدون زراعه ، وينتشر في بوادي الشام ، العراق ، الجزيرة العربية وخاصة السعودية في منطقة خفر الباطن المنطقة المتاخمة للحدود مع الكويت ، شمال افريقيا كما ينتشر في ايطاليا وبالذات في شمالها ، فرنسا ، يوغسلافيا السابقة وغيرها من دول العالم.

صفتــــــه: هو عبارة عن فطر ينتمي الىالفصيلة الكمئية ، ينمو غالبا في الصحاري الممطرة ، ويكثر في الغابات تحت الاشجار الفارهة ، طعمه طيب وذو مذاق لذيذ في الطبخ وهو عدة أنواع:

1.الكمأة السمراء: وتسمى بالحرقى ، القشرة الخارجية سمراء ، اللب أبيض ، تعتبر أفضل أنواع الكمأة وأغلاها سعرا والغالبية تفضلها على البيضاء.

2.الكمأة البيضاء: القشرة الخارجية بيضاءواللب أبيض متماسك.

3.الهوبر: وهو أصغر ألانواع حجما.

المواد الفعالة:تحتوي الكمأة على نسبة بروتين لا بأس بها 10% ، وسكريات 15% ، الدهنيات تكاد تكون معدومة نسبة فقط بنسبة 1% ، معادن ، فسفور ، كالسيوم ، بوتاسيوم ، حديد ، فيتامينات وبالذات فيتامين أ ، وأحماض أمينية ونسبة ماء عاليه جدا 70% .

في الطب النبوي :

ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (الكَمْأةُ من المنّ ، وماؤها شفاءُ للعين) .

قال بن الأعرابي : (الكَمْأةُ حمع واحده ك (كَمْء)زوهذا خلاف قياس العربية فإن ما بينه وبين واحدة التاء ، فالواحد منه بالتاء . وإذا حذفت كان للجمع .وهل هو جمع؟ أو اسم جمع؟ على قول مشهورينزقالوا : ولم يخرج عن هذا إلا حرفان : كمأة وكمء ، وخبأة وخب ، وقال غير ابن الأعرابي : (بل هي علىالقياس: الكمأة للواحد ، والكمء للكثير)زوقال غيرهما :( الكمأة تكون واحدا وجمعا) واحتج أصحاب القول الأول : (بأنهم قد جمعوا (كمأ) على أكمؤ) قال الشاعر:

ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا ولقد نهيتك عن بنات الاوبر.

وهذا يدل على أن كمأ مفرد ، وكمأة جمع .

والكمأة تكون في الأرض من غير أن تُزرع ز وسميت كمأةً:لاستتارها.ومنه :(كمأ الشهادة) : إذا سترها وأخفاها.

والكمأة مختفية تحت الأرض ، لا ورق لها ولا ساق. وماتها من جوه أرضي بخاري ، محتقن في الأرض نحو سطحها : يحتقن ببرد الشتاء ، وتنميه أمطار الربيع ، فيتولد ويندفع نحو سطح الأرض متجسدا.وذلك يقال لها : جدري الأرض ، تشبيها بالجدري في صورته ومادته : لأن مادته رطوبة دموية تندفع عند سن الترعرع في الغالب ، وفي ابتداء استيلاء الحرارة ونماء القوة.

وهي مما يوجد في الربيع ، ويؤكل نيئا ومطبوخا.وتسميها العرب:نبات الرعد ، لأنها تكثر بكثرته ، وتنفر عنها الأرض.وهي من أطعمة أهل البوادي ، وتكثر بأرض العرب.وأجودها:ماكانت أرضها رملية قليلة الماء.وهي أصناف ، منها:صنف قتّال يضرب لونه إلى الحمرة ، يحدث لأجله الاختناق.

وهي باردة رطبة في الدرجة الثالثة ، ورديئة للمعدة ، بطيئة الهضم .وإذا أدمنت أورثت القولنج والسكتة والفالج ، ووجع المعدة ، وعسر البول.والرطبة أقل ضررا من اليابسة.ومن أكلها فليدفنها في الطين الرطب ، ويسلقها بالماء والملح والصعتر ، ويأكلها بالزيت والتوابل الحارة.لأن جوهرها أرضي غليظ ، وغذائها ردييء ، لكن فيها جوهر مائي لطيف يدل على خفتها.والاكتحال بها نافع من ظلمة البصر ، والرمد الحار.وقد اعترف فضلاء الأطباء : بأن ماءها يجلو العين ،وومن ذكره المسيحي ، وصاحب القانون ، وغيرهما.

وقوله صلى الله عليه وسلم : (الكَمْأةُ من المنّ) ، فيه قولان:

(احداهما) : أن المن الذي أُنزل على بني إسرائيل لم يكن هذاالحلو فقط ، بل أشياء كثيرة منّ الله عليهم بها : من النبات الذي يوجد عفوا من غير صنعة ولا علاج ولا حرث. فإنّ ( المن) مصدر بمعنى المفعول ، أي :: ممنون به . فكل ما رزقه الله العبد عفوا بغير كسب منه ولا علاج ، فهو من منّ الله تعالى عليه :لأنه لم يشبه كسب العبد ، ولم يكدره تعب العمل.فهو منّ محض : وإن كانت سائر نعمه منّا منه على عبده ، فخص منها ما لا كسب فيه ولا صنع ، باسم المن : فإنه منّ بلا واسطة العبد. وجعل سبحانه قوتهم بالتيه: الكمأة ،وهي تقوم مقام الخبز، وحعل أدمهم:السلوى ، وهو مقام اللحم ، وجعل حَلواهم : الطّل الذي ينزل على الأشجار ، وهو يقوم لهم مقام الحلوى ، فكمل عيشهم.وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم

:( الكمأة من المن الذي أنزل الله علىبني إسرائيل) فجعلها من جملته وفردا من أفراده والترنجين الذي يسقط علىالأشجار-نوع من المن- ثم غلب استعمال المن عليه عرفا حادثا.

(والقول الثاني) : أنه شبه الكمأة بالمن المنزل من السماء ، لأنه يُجمع من غير تعبٍ ولا كلفة ، ولا زرع بزرٍ ولا سقي.

فإن قلت :فإذا كان هذا شأن الكمأة ، فما بال هذا الضرر فيها؟ ومن أين أتاها ذلك .

فاعلم أن الله سبحانهوتعالى أتقن كل شيء صنعه ،وأحسن كل شيء خلقه-عند مبدأ خلقه-بريء من الآفات والعلل ، تام المنفعة لما هُييء وخلق.وإنما تعرض له اىفات بعد ذلك بأمور أُخرى من مجاورة ، أو امتزاج واختلاط أو أسباب أُخر تقتضية فساده.فلو تُرك على خلقته الأصلية من غير تعلق أسباب الفساد به لم يفسد.

ومن له معرفة بأحوال العالم ومبدئه ، يعرف أن جميع الفساد-في جوه ونباته وحيوانه ، وأحوال أهله-حادث بعد خلقه بأسباب اقتضت حدوثه ولم تزل أعمال بني آدم ومخالفتهم للرسل تُحدث لهم من الفساد العام والخاص ، ما يجلب عليهم- :من الآلام والأمراض والأسقام والطواعين والقحو والجدوب ،وسلب بركات الأرض وثمارها ونباتها ، وسلب منافعها أو نقصانها.-أمورا متتابعة يتلو بعضها بعضا .

فإن لم يتسع علمك لهذا ، فاكتف بقوله تعالى :( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) ونزل هذه الآية علىأحوال العالم ، وطابق بين الواقع وبينها . وأنت ترى : كيف تحدث الآفات والعلل كل وقت في الثمار والزرع والحيوان : وكيف يحدث من تلك الآفات أفات أخُر متلازمة ، بعضها آخذ برقاب بعض.وكلما أحدث الناس ظلما وفجورا ، أحْدث لهم ربهم تبارك وتعالى-:من الآفات والعلل في أغذيتهم وفواكههم ، وأهويتهم ومياههم ، وأبدانهم وخلقهم ، وصورهم وأشكالهم وأخلفهم من النقص والآفات ، ما هو موجب أعمالهم وظلمهم وفجورهم.

ولقد كانت الحبوب في الحنطة وغيرها أكبر مما هي عليها اليوم ، كما كانت البركة فيها أعظم ،وقد روى الإمام أحمد بإسناده : ( أنه وُجد في خزائن بعض بني أمية صرة فيها حنطة أمثال نوى التمر ، مكتوب عليها : هذا ينبت أيام العدل) وهذه القصة ذكرها في مسنده ، على أثر حديث رواه.

وأكثر هذه الأمراض والآفات العامة ، بقية عذاب عذبت به الأمم السالفة ، ثم بقيت منها مرصدة لم بقيت عليه بقية من أعمالهم : حكما وقسطا ، وقضاءً عدلاً.وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا ، بقوله في الطاعون : (إنه بقية رجز-عذاب- أرْسل على بني إسرائيل).

وكذلك سلط الله سبحانه وتعالى الريح على قوم عاد سبع ليال وثمانية أيام ، ثم ابقى في العالم منها بقية في تلك الأيام ، أو في نظيرها-:عظة وعبرة.

وقد جعل الل سبحانه وتعالى أعمال البر والفاجر مقتضيات لآثارها في هذا العالم ، اقتضاءً لابد منه :فجعل منع الإحسان والزكاة والصدقة ، سببا لمنع الغيث من السماء والقحط والجدب.وجعل ظلم المساكين ، والبخس فبي المكاييل والموازين ،وتعدي القوي على الضعيف سببا لجور الملوك والولاة:الذين لا يرحمون إن اتُرحموا ،ولا يعطفون إن استُتطفوا ، وهم في الحقيقة أعمال الرعايا : ظهرت في صورة وُلاتهم فإن الله سبحانه ، بحكمته وعدله ، يُظهر للناس أعمالهم في قوالب وصور تناسبهم:فتارة بقحطٍ وجدب ،وتارة بعدو ، وتارة بولاة جائرين ، وتارة بأمراض عامة ، وتارة بهموم وآلام وغموم تحصرها نفوسهم لا ينفكون عنها ، وتارة بمنع بركات السموات والأرض ، وتراة بتسليط الشياطين عليهم ، تُّوزُّهم إلى أسباب العذاب أزاً : لتَحق عليهم الكلمة وليصير ةكل منهم إلى ما خلق له.

والعاقل يسيّر بصيرته بين أقطار العالم : فيشاهد وينظر مواقع عدل الله وحكمته وحبنئذ : يتبين له أن الرسل وأتباعهم خاصة علىسبيل النجاة ، وسائ خلق على سبيل الهلاك سائرون ، وإلى دار البوار صائرون.

والله بالغ أمره ، لا معقب لحكمه ، ولا راد لامره .وبالله التوفيق.

وقوله صلى الله عليه وسلم في الكمأة : (وماؤُها شِفاءُ للعَينِ) فيه ثلاثة أقوال:

الأول:أن ماءَها يخلط في الأدوية التي يعالج بها العين ، لا أنه يُستعمل وحده.ذكر أبو عبيد.

الثاني:أنه يُستعمل بحتا بعد شيها ، واستقطار مائها.للأن النار تلطفه وتنضجه ، وتذيب فضلاته ورطوبته المؤذية ، ويبقى النافع.

الثالث:أن المراد بمائها الماء الذي يحدث به : من المطر ، وهو أول قطر ينزل إلىالأرض.فتكون الإضافة إضافة اقتران ، لا إضافة جزءٍ.ذكره ابن الجوزي.وهو أبعد الوجوه وأضعفها.

وقيل : أن استعمل ماؤها لتبريد ما في العين ، فماؤها مجردا شفاءً ، وإن كان لغير ذلك ، فمركب مع غيره.

وقال الغافقي : ( ماءُ الكمأة أصلح الأدوية لعين : إذا عُجن به الإثمد ، واكتحل به .ويقوي أجفانها ، ويزيد الروح الباصرة قوة وحدة ، ويدفع عنها انزول النوازل)

تركيبة علاجية لعلاج :

1.لعلاج نوازل العين: يؤخذ ثلاث حبات متوسطة الحجم من الكمأة وتغسل جيدا من الرمل ثم يؤخذ ماؤها ويخلط مع كمية مناسبة من الاثمد ثم تكحل به العين فإنه يجفف الماء النازل وقوي العين ويحفظ صحتها.