العناية بصحة الفم والأسنان عند الأطفال(د.رواء سالم اخصائية في طب الأسنان)

العناية بصحة الفم والأسنان عند الأطفال

إن الإهتمام بالأسنان والعناية بها واجب على كل فرد من أفراد العائلة وبغض النظر عن الفئات العمرية، وخصوصا الأطفال لأنهم  أكثر عرضة للإصابة بمرض تسوس الأسنان لإفراطهم بتناول السكاكر والشوكولاته بين الوجبات الرئيسية للطعام من هنا يأتي أهمية دور الوالدين بتوجيه النصح والإرشادات الصحية السليمة لأطفالهم ويتم ذلك بتوفير التوعية الصحية اللازمة لكلا الوالدين.

تبدأ الأسنان اللينة بالظهور في فم الأطفال عادة من عمر 6 سنوات وتستمر حتى نهاية السنة الثالثة من العمر وعددها عشرون والتسنين يختلف من طفل إلى آخر أحيانا قد يصل بعض الأطفال لعمر السنة ولم تبدأ أسنانهم بعد بالظهوروفي هذه الحالة لا داع للقلق.

أول سن يظهر للطفل هو السن السفلي الأوسط ويظهر بدون أن يسبب إزعاج للطفل أثناء ظهوره، ثم يليه السن المجاور ثم السنان الأوسطان في الفك العلوي وعند ظهور الأضراس اللبنية فإنها تسبب في بعض الأحيان آلام للطفل.

كلنا يعلم أن التسنين عند الأطفال يصاحبه ألم وانزعاج عند الطفل وأحيانا إصابته بالحمى ومن الخطأ الإعتقاد أن ارتفاع درجة حرارة الطفل نتيجة التسنين وإنما لجوء الطفل في هذه المرحلة بمص الأشياء وعضها وقد تكون على الأغلب ملوثة حيث تدخل الجراثيم إلى جسم الطفل وتسبب له المرض.

إن الفترة الزمنية للأسنان اللبنية تنتهي بإكمال ظهور الأسنان الدائمة بدءا من السادسة وحتى الثالثة عشر من عمر الطفل، لذا يجب المحافظة عليها حتى يتمكن الطفل من مضغ الطعام بصورة جيدة لوقايته من الإصابة بأعراض سوء الهضم، بالإضافة إلى أهميتها في الحفاظ على أماكن الأسنان الدائمة وظهورها في تناسق وانتظام لأن فقدانها بشكل مبكر سيؤدي مستقبلا إلى فقدان هذه الفراغات مسببة إعوجاجا وتراكم في الأسنان.

هناك مشاكل أخرى يجب الإشارة لها منها عادة مص الإصبع أو حتى المصاصة حيث معظم الأطفال يتوقفون تلقائيا عن عادة مص الإصبع ما بين 2 – 4  سنوات من العمر حيث لا ضرر على أسنانهم أما البعض الآخر يستمر على هذه العادة لفترة أطول مما يؤثر سلبا في حدوث تشوهات في الأسنان الأمامية.

وأيضا يتعرض الطفل لمشكلة التهاب في اللثة نتيجة عدم انتظام مستوى الأسنان بسبب وجود بعض الأسنان اللبنية ولم يحن بعد موعد تبديلها متزامنا مع الظهور الحديث لبعض الأسنان الدائمة وهنا يختلف الأمر حيث أن التهابات اللثة سوف تختفي حال انتهاء مرحلة تبديل الأسنان.

من كل هذا يمكن التفكير بشكل جدي إلى أهمية زيارة الطفل لطبيب الأسنان بشكل منتظم و بمعدل مرتين بالسنة ومن السنة الثالثة من العمر حيث من خلال الزيارات المنتظمة سيتمكن طبيب الأسنان من الكشف على حالة الأسنان وما يحتاج من خطة علاجية منظمة وبترتيب مع متابعة حالة الأسنان عند الطفل حيث الأسنان الأمامية تبقى إلى عمر 5 – 6 سنوات أما الأسنان الخلفية فتبقى حتى سن 15 – 13 سنة، فإذا كان أي من هذه الأسنان مصابا بالتسوس عندها يمكن إزالة التسوس بحفر السن ووضع الحشوة المناسبة أما إذا كان السن مصاب بتعفن بسبب التسوس أو أن جذر السن مصاب بخراج صديدي هنا يجب علاج العفن أو الخراج حتى لا يؤثر على السن الدائمي في الفك والذي من المتوقع أن يظهرمستقبلا مكانه وهناك حالات لا جدوى من الحفاظ على السن اللبني حيث يرى طبيب الأسنان أن من الضروري قلعه من أجل سلامة السن الدائمي الذي يليه عندها يمكن وضع جهاز في الفم للمحافظة على الفراغ الذي يتركه السن المخلوع مع المتابعة من قبل طبيب الأسنان لحين وقت ظهور السن الدائمي وبأوقات هو يحددها أو التفكير فيما بعد بعمل تقويم للأسنان وهي عملية مكلفة ماديا وطويلة، ثم هناك الضرس الدائم الأول حيث وقت ظهوره في عمر 6 سنوات وهو أكثر  الأسنان عرضة للتسوس حيث يمكن استخدام المادة السادة للشقوق في الأسنان ( Fissure Sealant )  وهي طبقة واقية يضعها طبيب  الأسنان على الأسنان الخلفية لتسد الشقوق على سطح السن وهي عملية بسيطة جدا ولا تستغرق وقت سوى دقائق معدودة، إضافة إلى أنها لا تحتاج إلى حفر السن أو تخدير وهناك أيضا مادة الفلورايد التي تزيد من مقاومة الأسنان للتسوس وبالتالي لا ننسى وقاية الأسنان و العناية بها باستعمال الفرشاة ومعجون الأسنان الحاوي على مادة الفلورايد بعد كل وجبة طعام وخصوصا قبل النوم واستعمال الخيط السني ولو مرة في اليوم. 

 د. رواء سالم
 طبيبة أسنان